14339.jpg

معركة الفيلة (آفاراير) التي انتصر فيها الأرمن.. بقلم: محمد المسيح

معركة الفيلة (آفاراير) التي انتصر فيها الأرمن.. بقلم: محمد المسيح

هذه الصورة هي لمعركة الفيلة أو ما يسمى “معركة أفاراير”، و هي معركة وقعت سنة 451 ميلادية بين جيش الفرس الساسانيين أصحاب الفيلة و جيش الأرمن المسيحيين و فيها نجح الأرمن، رغم قلة عددهم و حيلتهم أمام جيش الفيلة، في الدفاع عن أرضهم و عقيدتهم المسيحية. المسيحيون الأرمن لا يزالون حتى اليوم يحتفلون في شهر أفراير / فبراير / شباط من كل سنة بذكرى إنتصارهم على الفرس في تلك المعركة و حفظهم لعقيدتهم المسيحية في عيد سنوي يسمى عيد القديس (فارطان ماميكونيان) و رفقائه الذين استشهدوا ضد جيش الفرس الساسانيين حين دافع الأب غيفونت عن إيمانه المسيحي و اشترك معه الشعب الأرمني كله دفاعا” عن الأرض و المعتقد ..

يذكر أنه كانت هناك معركة أخرى بين الفرس و الأرمن دارت سنة 591 ميلادية استعملت فيها الفيلة من طرف الملك بهرام الفارسي. وقعت هذه المعركة المسماة بمعركة (بلاراثون) في عام 591 للميلاد، و قد دارت هذه المعركة بين القائد الفارسي بهرام الذي انقلب على الملك الفارسي خسرو الثاني الذي تحالف مع البيزنطيين المسيحيين من أجل الإطاحة بعدوهم المشترك القائد بهرام و التي انتهت بانتصار جيش التحالف البيزنطي-الفارسي و هزيمة و مقتل بهرام و استرجاع خسرو الثاني لسلطته على كامل الإمبراطورية الفارسية لكن بثمن باهظ كان هو تقسيم منطقة القوقاز – حسبما كان قد اتفق عليه قبل المعركة الحاسمة – و منح مناطق واسعة من أرمينيا و مدن كثيرة كان من أهمها مدينة (يريفان) عاصمة أرمينيا الحالية، لحكم الإمبراطورية البيزنطية .. هذه الإتفاقية التي جعلت من الحكم البيزنطي أقوى بكثير و أضعفت من الإمبراطورية الفارسية!!!

للتذكير توجد مفارقة غريبة و تشابه مع قصة أبرهة الحبشي تذكر أنه هو أيضا” انقلب على النجاشي ملك الحبشة!!! و هناك شيء أخر و هو مشاركة الفرس الموالين لخسرو الثاني القتال إلى جانب الأرمن المسيحيين و الرسالة التي بعث بها القائد بهرام للملك موشق (مورق / موريق / موريس؟!) الثاني يهدده فيها بالقضاء على جيشه و على جيش بيزنطة عن طريق الفيلة و رد موشق الثاني على رسالته بأن قال له بأن “يترقب عذاب الله يسقط عليه من السماء” و هذا ما نراه يترجم إلى سورة شهيرة تبوأت مكانها المقدس في كتاب القرآن: {* ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * و أرسل عليهم طيرا” أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلتهم كعصف مأكول *}، صدق الرهبان السريان الذين ألفوا هذه الآيات البينات تأريخا” و تخليدا” لهذه المعركة أو المعركة التي جرت قبلها بمئة و أربعين سنة

___
هذا البحث قام به الأستاذ المغربي محمد المسيح و الرسالة محفوظة في معهد “ماتدنداران” للمخطوطات القديمة في أرمينيا تحت رقم MS 2639.

scroll to top