14487.jpg

لماذا الحكومات التركية المتعاقبة هي مجرمة بحق السريان والأرمن؟

لماذا الحكومات التركية المتعاقبة هي مجرمة بحق السريان والأرمن؟

لم يتعرض الشعب اليوناني لحرب إبادة سنة ١٩١٥ كما حدث للشعب الأرمني: أغلب ضحايا اليونانيين كان بعد سنة ١٩١٥ و نهاية الحرب العالمية الأولى.

إن السلطنة العثمانية وحكومتها المتأثرة بأفكار حزب الإتحاد و الترقي الشوفيني قد دخلت الحرب الكونية الدائرة في أوروبا من أجل تحقيقعدة أهداف و أهمها ” إبادة ” الشعب الأرمني بأجمعه!

أولا – الحكومات التركية ( المتعاقبة ) لم تعر هذه القضية بأية أهمية و فضلت الإدعاء بأن الشعب الأرمني كان يتسلم الأسلحة من روسيا. وهذه الحكومات قد علمت عدة أجيال من الأتراك أن ” ما حدث ” للشعب الأرمني هو أمر طبيعي و أن الأرمن قد خانوا السلطنة و تمردوا عليها.

ثانيا – لقد شنت الحكومة العثمانية “حرب إبادة منظمة” ضد الشعب الأرمني مدعين بانه يتعامل مع العدوة روسيا و لكنهم في الحقيقة كانوا يريدون إبادة الشعب الأرمني لعدة أسباب أهمها:

أ – الإستيلاء على أرمينيا التاريخية التي تفصل – جغرفيا – السلطنة عن الشعوب التركية في آسيا.

ب – إسكات الشعب الأرمني الرافض لسياسة التتريك و الذي كان يرغب بالحفاظ على أرضه و لغته و هويته التاريخية.

ج – عدم السماح للدول الأوروبية في التدخل في شؤون السلطنة بحجة الدفاع عن المسيحيين و كان عددهم حوالي ثلث المسلمين !

ثالثا – لقد أتلفت الحكومات التركية جميع الوثائق التي تتعلق بحرب الإبادة ضد الأرمن و فيما بعد ضد السريان الآراميين ٠ يتوهم المسؤولون الأتراك إن إتلافهم للوثائق يعني أن الرأي العالمي سيصدق أكاذيبهم ومواقفهم حول حرب الإبادة!

ملاحظات مهمة:

* إن الحكومة العثمانية هي التي خططت ل ” حرب الإبادة”و هنالك وثائق من رسائل و برقيات تثبت إنهم عينوا ” مسؤولين ” لتنفيذ هذه الحرب المجرمة !

* أين هي الوثائق التي تتعلق بجمع الشباب الأرمن للخدمة في الجيش ؟

و لماذا جمعوا في ” فرق خاصة غير مسلحة ” ؟ و لماذا لم يرجع هؤلاء الشباب الى عائلاتهم و زوجاتهم ؟

* لماذا إختفى الشعب الأرمني خلال بضعة أشهر من مناطق عديدة كان متواجدا فيها منذ أكثر من ٣٠٠٠ سنة ؟

رابعا – لقد أخذ الضباط الألمان – حلفاء السلطنة -عدد كبيرا من الصور التي تؤكد تعرض بقايا الشعب الأرمني حرب إبادة منظمة. هذه الصور هي وثائق دامغة تؤكد ما شهد به الناجون من الأرمن و السريان و خاصة بعض الدبلوماسيين الأجانب!

خامسا – أمر عجيب جدا و هو أن الشريف حسين قد قام بثورة حقيقية في الحجاز ضد السلطنة العثمانية ٠ و قد هرب عدد كبير من العراقيين السوريين و الفلسطينين و اللبنانين من الجيش العثماني و قد إنضموا الى الثورة العربية : كان جواسيس السلطنة يعرفون أن العرب قد إنضموا الى بريطانيا و فرنسا فلماذا السلطنة لم تشن حرب إبادة ضد هؤلاء؟

أليس لأنها كانت تسعى الى “تطهير عرقي” في المناطق الأرمنية و السريانية؟

سادسا -لقد تعرضت شعوب عديدة لمجازر وحشية خلال الحروب قبل و بعد حرب الإبادة سنة ١٩١٥ : في كثير من الأحيان البلدان المسؤولة عن تلك المجازر قد إعترفت بإرتكابها و تمنت على الدول الضحية أن تطوي الصفحة و البدء في علاقات جديدة : المسؤولون الأتراك لا يزالون يتهربون من الإعتراف بحرب الإبادة و إذا كان صحيحا أن الشعبين الأرمني و السرياني لا يمثلان قوة إقتصادية مهمة , فإن الرأي العام العالمي سيلاحق المسؤولين الأتراك و سيتأثر بالصور و الجرائم التي قام بها أجداد الأتراك الملطخة أيديهم بدماء أجدادنا البريئة.

أخيرا الصورة المرفقة المعبرة تفضح أكاذيب الأتراك: أين هو زوجها؟ هل يقاتل بجانب روسيا ضد السلطنة؟ إلى اين ذاهبة مع أولادها؟

بقلم: هنري بدروس كيفا

scroll to top