13775.jpg

تركيا وأذربيجان.. واللعب بكرة النار في ناكورني كاراباخ

تركيا وأذربيجان.. واللعب بكرة النار في ناكورني كاراباخ

إن المناورات العسكرية المنظمة بين أذربيجان وتركيا التي جرت في ناختشيفان ثم بعد ذلك في 19 حزيران يونيو استعراض الجيش الأذربيجاني القوة، هي ابتزاز سياسي حيث تحاول من خلالها التوصل إلى قرار لصالح أذربيجان في مواصلة المفاوضات حول نزاع كاراباخ.

الدافع الحقيقي لتنفيذ مثل هذه “المناورات المشتركة” هو تناقص الاهتمام الدولي مؤخراَ تجاه نزاع كاراباخ حيث لا تتجاوز التصريحات الدولية بشأنها أكثر من مجرد الاعراب عن القلق بشأن الحفاظ على السلام في تلك البقعة من العالم.

على ما يبدو موسكو قلقة الآن حول عدم الاستقرار في المنطقة، خاصة سوريا. وفي هذه الظروف بدأت الدبلوماسية التركية الأذربيجانية لمس كل الإمكانيات لاستمرار النزاع مع أرمينيا، محاولة العثور على وجود صدع في جدار السلام. ولهذا الغرض، وضعت كل الموارد للعمل، ابتداءً من المحاولات الدبلوماسية لإحباط موسكو وواشنطن إلى المناورات العسكرية للابتزاز العسكري العلني والتهديدات من تجدد الحرب.

ومن أجل اندلاع الحرب فإن رغبة تركيا وأذربيجان ليست كافية على ما يبدو. روسيا تراجعت مؤقتاً عن أحلامها الأوراسيوية والرغبة في إعادة الحياة في كاراباخ وحولها، والغرب وعلى الرغم من وجود مؤيدين في زعزعة الاستقرار في كامل القوقاز، ولكن هناك “لا أحد يتعرف على أحد” لأن الرئيس الأمريكي الجديد غارق بشكل عميق في “العمل الجاد” في توريد صفقات أسلحة بمليارات الدولارات مستغلاً الشيوخ العرب.

في ظل هذه الظروف، ومن أجل أن تحقق الدبلوماسية العسكرية التركية الأذربيجانية أهدافها، تخرج خارج نطاق مشكلة نزاع كاراباخ الجبلية، وتلجأ إلى تهديدات أوسع ذات طبيعة إقليمية. ونتيجة لذلك، بدأت تركيا وأذربيجان بإعادة فتح ملف قضية ناخيتشيفان. ويوجد هنا احتمال أكبر لبدء حرب جديدة في كامل المنطقة وليس فقط في كاراباخ. وبتوفير التعاون الدفاعي الثلاثي بين تركيا وأذربيجان وجورجيا ضد موسكو ستقدم أنقرة وباكو عرض النقطة الوحيدة لبدء روسيا للحصول على إذن للتصفية.

إن روسيا تعلم جيداً إلى أين يؤدي الابتزاز الأذربيجاني والتركي. ومن الواضح أيضاً أن تحذيرات الدبلوماسية الروسية قد بدأت بالفعل باتخاذ خطوات لتعزيز الجيش والتي بدأت بتذكير الماضي التاريخي لناخيتشيفان، أي واقع الانتقال من إيران إلى روسيا.

وأخيراً، يمكن أن تسعى تركيا وأذربيجان إلى حرب قصيرة، ضامنة أنها ستتدخل وتهدد بالحرب وستجبر الأرمن على عقد اتفاق وقف نار جديد مع باكو. لكن نعتقد أنه من خلال الابتزاز السياسي واللعب بأعصاب القوى العظمى وبعد فشل محاولاتها الحالية، ستقوم أذربيجان بدعم من تركيا، باللجوء إلى حرب أخرى، حيث يجب أن نكون على استعداد لمواجهة العدو.

المصدر: راديو أرمينيا العام

scroll to top