16462.jpg

155 جمعية تخدمهم في البلاد.. إنطلاق ندوة "الأرمن والحياة الثقافية في مصر"

155 جمعية تخدمهم في البلاد.. إنطلاق ندوة “الأرمن والحياة الثقافية في مصر”

عقدت ندوة “الأرمن والحياة الثقافية في مصر” اليوم الأحد 4 فبراير، بقاعة ضيف الشرف – لطيفة الزيات.

شارك في اللقاء الدكتور محمد رفعت الإمام أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة دمنهور ومتخصص في التاريخ الأرمني، والدكتور فيكن جيزمجيان رئيس مجلس إدارة جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة، وأدار اللقاء الكاتب الصحفي عبد الله الصاوي.

وتحدث جيزمجيان عن لجوء الأرمن لمصر في وقت عانى فيه الأرمن من القهر والاحتلال، وأول مراحل الهجرة للأرمن كانت منذ هجوم السلاجقة ثم المغول ثم إبادة الأرمن من قبل الدولة العثمانية وكانت على 3 مراحل، وهذا من أهم أسباب نزوح الأرمن للشرق الأوسط ولاسيما مصر التي كانت تستقبل الجميع، ثم نشأ أرمن المهجر، لافتا إلى أن هناك 9 ملايين من الأرمن يعيشون بالخارج و3 ملايين فقط بالداخل.

وأضاف جيزمجيان أن وجود الأرمن في مصر كان منذ الفتوحات الإسلامية، وزادت الجالية الأرمنية وازدهرت في عهد محمد علي، وتولى بعضهم مناصب مهمة في الدولة، ويعد 65% منهم جاءوا مصر بسبب المذابح، و35% من قبل المذابح، وبسبب زيادة أعدادهم كان لابد من تنظيم إداري ينظم شئونهم.

وعن الحياة الثقافية والاجتماعية للأرمن في مصر؛ ظهرت أكثر من 155 جمعية متباينة التخصص، وكان لهم مدرسة في القاهرة ومدرسة في الإسكندرية، و5 أندية ثقافية موزعة بين القاهرة والإسكندرية، وأندية رياضية، وتوجد 5 صحف أرمنية في مصر.

ويتمثل دور جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة فى تقديم المساعدات للأرمن، والقيام بنشاطات ثقافية ومساهمات وبرامج تعليمية، منها فصول للغة الأرمنية، ونادي الشطرنج، وفرق لكورال الأطفال، وذلك للاتصال بالثقافة الأرمنية دائما، ولعل هذا متاحًا في مصر أكثر من دول أخرى قد لا تسمح بذلك.

وذكر “الإمام” أن مصر لا تعرف مفهوم الطوائف والجاليات كما هو عند الغرب ولبنان، لكن القانون في مصر كان ينص على وجود 3 أديان سماوية، وظهر أول قانون للجنسية المصرية 1929، ويعترف بوجود الطوائف الدينية، ومصر تتميز بالثقافة العامة والثقافة الفرعية، فالشمال له خصوصيته وكذلك الجنوب وسيوة والنوبة، لذلك قال المقريزي إن هذا سبب تسمية مصر أم الدنيا، لأنها تحتضن جميع الثقافات دون تنافر.

وأضاف “الإمام” أنه بسبب مذبحة أضنة، أفتى الشيخ سليم البشري المعروف بتشدده بفتوى ضد إسطنبول لأنه يشوه صورة الإسلام بقتل المسيحيين الأبرياء، ولم يصدر الفاتيكان بيانا شديد اللهجة ضد مذابح الأرمن مثلما فعل الأزهر، ولما شعر البسطاء المصريون في بورسعيد أن 4200 أرمني يعيشون في العراء عملوا اكتتابا وجمعوا تبرعات لهم، وكان بعضهم يرفض كتابة اسمه ويكتب فاعل خير.

وتم إعدام 800 مثقف عربي بسبب مناداتهم بالقومية العربية، وترحيل العديد من العائلات إلى الشام.
ويعد الشعب الأرمني مثقفا وفنانا ويجيد اللغات، وهم إما عاشقون للفن أو منتجون له.

وفي عهد محمد علي كان وجود الأرمن مزدهرا لما لهم من وضع سياسي له دور في عملية النهضة، وقد ترجموا العديد من الكتب الأجنبية إلى التركية والعربية، وكان أشهرهم يعقوب أرتين الذي لعب دورًا في الاكتشافات الأثرية، وكان من الثلاثة الذين تبلورت لديهم فكرة إنشاء الجامعة الأهلية، وهي جامعة القاهرة الآن، وجمع الحواديت المصرية في مجلد، وكان لأول مرة يطلع عليه الأوروبيون، وكتب أول كتاب عن تاريخ الملكية الزراعية، بالإضافة إلى أنه كتب عن التاريخ المصري والعربي ولم يكتب عن الأرمن سوى مقالتين.

وأسس نصيبيان ثاني ستديو في مصر، وأوهان جوستنيان هو أول من صمم كاميرات تصور تحت الماء، وهو من صور الأفلام عن ظهور الإسلام وحده مثل “فجر الإسلام”، وفي عالم الفن كانت الطفلة الأرمنية بيروزارتين كالفيان، الشهيرة بفيروز، والتي اكتشفها الفنان أنور وجدي، وظهر أول قصيد سيمفوني في مصر على يد فؤاد الظاهري.

وفي الكاريكاتير كان ألكسندر صاروخان رائد الكاريكاتير السياسي في مصر، وكان يعمل في الصحف الأرمنية بإسطنبول حتى قامت الحرب العالمية فانتقل إلى بلجيكا، ثم اتفق معه عبد القادر الشناوي أن يأتي لمصر، وهناك عمل في الجريدة المصورة التي لم تستمر سوى عددين وقتها، وعمل بروزاليوسف وأخبار اليوم، وأحب سوريا خاصة حلب، فأقام العديد من المعارض فيها، وعند الحديث عنه فإننا نتحدث عن تأسيس فن الكاريكاتير في العالم العربي، ورسم عن كل شيء، وكان الفنان الأوحد رغم أنه سبقه الفنان سانتيز.

وعرض “الصاوي” لوحة لصاروخان لحالة بيت المقدس ووقوف جندي إسرائيلي على بوابته بالسلاح.

scroll to top