12836.jpg

«خوجالو» مصدر للتضليل الإعلامي .. ضحايا كوسوفو تُستخدم صورهم على أنهم أذريون!

«خوجالو» مصدر للتضليل الإعلامي.. ضحايا كوسوفو تُستخدم صورهم على أنهم أذريون!

في بداية 1992 استغلت أذربيجان منطقة «خوجالو» (وهي قرية في جمهورية كاراباخ الجبلية) لقصف استباناكيرد، عاصمة جمهورية كاراباخ الجبلية، حيث دمرت المنازل والمدارس والمشافي والمباني الحكومية.

لقد حولت أذربيجان منطقة «خوجالو» إلى منبر للضرب العشوائي. وبذلك منعت الوصول إلى مطار كاراباخ، وهو المنفذ الوحيد إلى الخارج، حيث يمكن استلام الأدوية والمؤن وغيرها.

والأهم أن خوجالو كانت تستخدم كنقطة مرتفعة من أجل سهولة ضرب المناطق المنخفضة في استباناكيرد والقرى الأرمنية المأهولة. وبالتالي أضحت خوجالو هدفاً عسكرياً شرعياً بالنسبة لقوات الدفاع الأرمنية في كاراباخ من أجل إنقاذ المناطق المدنية الأرمنية.

عندما بدأت العمليات العسكرية في خوجالو، شرع المدنيون باستخدام الممر الإنساني من أجل العبور إلى منطقة «أغدام» الموجودة تحت السيطرة الأذرية. وهناك رواية وأحداث دامية جديدة كانت بانتظار الأرمن الذين تحولوا إلى جثث هامدة ضمن روايات سرية.

ومن تلك الأحداث التي دارت في شباط عام 1992، يمكن استخلاص ما يلي:

استخدم الأذريون خوجالو لقصف أهداف مدنية بالمدفعية وبشكل عشوائي.

تعمدت أذربيجان منع المدنيين من مغادرة القرية.

فشلت القيادة الأذرية في إعادة المدنيين القاطنين إلى القرية، بعدما أعلنت عن اندلاع عملية عسكرية وشيكة

تبادلت القوات الأذرية إطلاق النار مع قوات الدفاع الذاتي في كاراباخ الجبلية، ما أسفر عن وقوع جرحى في كلا الطرفين.

أذربيجان هي المسؤول عن قتل مئات المدنيين وتشويه الجثث الذي حدث في أغدام (قرب خوجالو) وهي منطقة تحت سيطرة القوات الأذرية.

ومنذ ذلك الحين، أخذت باكو على عاتقها تزوير كل الحقائق والوثائق المتعلقة بالكارثة الإنسانية، ونشرت الرعب والكراهية ضد الأرمن أمام أعين المجتمع الدولي.

ومن الوسائل التي استخدمتها أذربيجان تزوير الصور، ما يثير التساؤل عن رغبتها في تسوية النزاع، وبذل الجهود للتواصل بين الشعبين الأذري والأرمني من أجل إحلال السلام بين أذربيجان وكاراباخ الجبلية.

فقد استخدمت أذربيجان صوراً من كوسوفو وضحايا الزلزال في تركيا عام 1983، وصوراً أصلية لأطفال جياع في أفغانستان، وكذلك صورة أصلية من مقاتلي حماس في فلسطين، ونشرتها على أنها صور لضحايا أذريين قتلوا على أيدي الأرمن.

فالهدف واحد: تضليل الإعلام عن الجرائم التي ارتكبتها أذربيجان في «أغدام» و«خوجالو»، وإبطال عملية الاعتراف الدولية بالإبادة ضد الأرمن.

والمسؤولية واحدة: نشر الوعي، وعدم الانجرار وراء الإعلام الكاذب المعتمد من قبل أذربيجان لطمس الحقائق.

لقد أطلقت أذربيجان حملة هستيرية مناهضة للأرمن خلال السنوات التي أعقبت أحداث خوجالو (خوجالي) أثناء حرب التحرير لجمهورية آرتساخ- كاراباخ الجبلية. وتهدف هذه الحملة الشرسة إلى حرف انتباه المجتمع الدولي وإخفاء معالم المذابح الأرمنية في سومغاييت وباكو وكيروفاباد ومدن أذربيجانية أخرى، فضلا عن إخلاء 28 قرية أرمنية من سكانها ومأساة قرية ماراغا في جمهورية آرتساخ-ناغورني كاراباخ، وهي أفعال تستحق الملاحقة القانونية. كما تهدف هذه الحملة إلى الإضرار بسمعة أرمينيا في المجتمع الدولي عن طريق تزييف الحقائق في شأن هذه الأحداث التي قضى فيها أناس مسالمون نتيجة للدسائس والصراع على السلطة في أذربيجان.

وكان المنظم الحقيقي لأحداث خوجالو (خوجالي) المأساوية، التي تسببت بمقتل المدنيين يومي 26 و27 شباط 1992، هو الجبهة القومية الأذربيجانية التي كان يرأسها أبو الفاز التشيبي الذي أصبح رئيساً لأذربيجان بعد تلك الأحداث. لقد استغل التشيبي هذه الأحداث لكي يتوصل إلى إقالة الرئيس مطاليبوف.

وبذلك، تقع مسؤولية الخسارة المأساوية لحياة المدنيين في ضواحي منطقة اغدام الخاضعة كلّياً آنذاك لسيطرة القوات الأذربيجانية، على عاتق القيادة السياسية والعسكرية لأذربيجان.

ولا تجيب أجهزة الدعاية الأذربيجانية عن أسئلة بسيطة عن هذه الأحداث: لماذا تم اكتشاف جثث الضحايا في محيط منطقة اغدام التي كانت تحت سيطرة القوات الأذربيجانية وفيها قاعدة عسكرية أذربيجانية؟ وكيف أتيح للمصورين الأذربيجانيين والأتراك وغيرهم تصوير جثث الضحايا، إذا لم تكن هذه المنطقة تحت سيطرة القوات الأذربيجانية؟ ولماذا كانت آثار الاطلاقات النارية على جثث الضحايا من الأمام، وهم يتقهقرون إلى اغدام عبر الممر الإنساني الذي فتحته قوات الدفاع الذاتي لكاراباخ الجبلية قبل الهجوم للخروج الآمن للمدنيين من المدينة، وقد اعترف الرئيس الأذربيجاني في حينه والمسؤولون الأذربيجانيون بوجود هذا الممر؟ ولماذا لم يتم سحب جميع المدنيين عبرها من المدينة، على الرغم من التحذيرات المستمرة للقوات الأرمنية لهم عبر الراديو ومكبرات الصوت بقرب وقوع عملية عسكرية وشيكة لتحرير المدينة؟ وكانت تقصف من خوجالو (خوجالي) باستمرار مدينة ستيباناكيرد عاصمة جمهورية كاراباخ الجبلية والتجمعات الأرمنية الأخرى، مسببة وقوع الخسائر الجسيمة في صفوف المدنيين، فضلا عن وجود المطار الوحيد لكاراباخ الجبلية في خوجالي، وهو يشكل الرابط الوحيد لأرمن غاراباغ المحاصرين بالعالم الخارجي.

وفي السنوات اللاحقة، تعرض الناشطون الاجتماعيون والصحفيون الذين حاولوا الكشف عن حقيقة هذه الأحداث إما للسجن بتهمة التعاون مع الأجهزة السرية الأرمنية، وإما قتلوا في ظروف غامضة. ولهذا السبب لا يتجرأ أحد في أذربيجان على مطالبة السلطات بالكشف عن حقيقة هذه الأحداث.

ونشطت هذه الحملة مؤخراً في أعقاب تبني الجمعية الوطنية الفرنسية في 22 كانون الأول 2011، ومجلس الشيوخ الفرنسي في 23 كانون الثاني 2012 لمشروع القانون حول التجريم لإنكار الإبادة الأرمنية، على الرغم من أن الإبادة الأرمنية في الدولة العثمانية في عام 1915 لا علاقة لها بأذربيجان التي لم تكن آنذاك موجودة على الخريطة. وينطلق ذلك من سياسة أذربيجان العدائية الدائمة ضد أرمينيا والأرمن في جميع المجالات، بسبب خسارتها للحرب على جمهورية آرتساخ-ناغورني كاراباخ الجبلية وعوامل سياسية داخلية، ورغبتها في مساندة «الأخ الأكبر» تركيا، وخشية منها في فتح ملف إبادة الأرمن في أذربيجان على الصعيد الدولي، وذلك بعد عام 1918 وحتى تسعينيات القرن الماضي، عندما انتفض الأرمن في آرتساخ-ناغورني كاراباخ الجبلية في حرب الاستقلال، ورغبة منها في الحصول على الدعم التركي في المقابل إذا تحقق ذلك. وبذلك، يمكن تفسير ردود الفعل العنيفة لأذربيجان، التي ربما تجاوزت ردود الفعل التركية في بعض الأحيان، ضد مشاريع القرارات التي تناولت الإبادة الأرمنية في فرنسا وغيرها من الدول.

وتتجلى الأسباب الحقيقية الكامنة وراء أحداث خوجالو (خوجالي) بوضوح في شهادات الأذربيجانيين أنفسهم من المشاركين في هذه الأحداث وأولئك المطلعين على خفايا الأحداث في باكو.

وتواصل أذربيجان إثارة مشاعر التعصّب ومعاداة الأرمن داخل المجتمع الأذربيجاني، وهي سياسة تعرقل المساعي المبذولة من أجل بناء جسور للتواصل بين الشعبين الأرمني والأذربيجاني، وتقضي على فرص السلام الدائم بين أذربيجان وكاراباخ الجبلية.

في عام 1918، وضع أسم أذربيجان لأول مرة كدولة على الخريطة. بدسائس المخابرات البريطانية لخلق حاجز يمنع وصول الروس إلى حقول النفط في باكو. ولم تكن قد ظهرت بعد تسمية (الأذربيجانيين)، بل التتر أو أتراك القوقاز حتى عام 1930.

scroll to top